موضوع تعبير عن الصدقه وفضلها بالعناصر

الكثير من الناس يعتقد أنهم عندما يقدمون صدقة لفقير أو محتاج من الأهل أو المعارف أو حتى الغرباء، فذلك سوف ينقص من المال، ولكن هذا غير صحيح بالمرة، فقد قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم ” ما نقصت صدقة من مال ” قالصدقة لها فضل كبير أدناه أنها تشرح الصدر وتبهج النفس، وأعلاه هو الفوز برضاء الله سبحانه وتعالى لأنها ترضيه.

وهى تقدم لمن يتصدق فوز وأجر عظيم بالدنيا والآخرة، ولكي يكون الثواب كامل فلابد أن يكون المال الذي ينفق من خلاله الصدقة حلالاً طيباً وخالصاً لوجه الله تعالى وليس للفخر والتعالي أمام الآخرين أو بهدف الوصول لسمعه وشهرة، وعدم معاملة من يتصدق عليهم بأي مَن أو أذى، وما أجمل أن تكون الصدقة في السر حيث توفر لصاحبها نيته الطيبة وإخلاصه لله تعالى وبلوغ الأجر.

الصدقة تقدم لصاحبها أكثر من ما يقدمه من مال، لأنها تعطي له أجر وخير كثير جداً، ومن الفوائد العظيمة للصدقة ما يلي :

تقوم الصدقة بتنقية المال وزيادته عن طريق البركة التي يضعها الله سبحانه وتعالى فيه، فالصدقة لا تنتقص أبداً من المال.
تعد الصدقة هى البرهان الأول على إيمان الفرد وصدقه، لأنه يؤمن بحق المسكين والضعيف في ماله.
يأتي المتصدق يوم القيامة يوم الحر الكبير والعرق حتى الغرق وعذاب الآخرين يأتي هذا المتصدق فيقف في ظل عرش الله جزاءاً لما قدمه من صدقات لغيره من الناس.
صاحب الصدقات قد وعده الله سبحانه وتعالى أن يكون يوم القيامة هادئ النفس يتمتع براحة بال وإطمئنان عظيم لأنه يتمتع بظل الله ورحمته.
تقوم الصدقة برفع البلاء المكتوب عن صاحبها، وتدفع عنه أي مكاره من الممكن أن تحدث له أو لمن يحب.
الصدقة هى الطريق السريع للتقرب من الله سبحانه وتعالى، وأن يشعر المتصدق دائماً بمحبة الله له والأنس به عندما ييسر له طريقاً للصدقة لم يكن يعلمه.
الصدقة سراً هى القادرة على أن تطفئ غضب الله جل وعلى، فكان الصالحين قديماً عندما يقوموا بعمل ذنب يسارعون بإخراج صدقة في السر، لأنهم يعلمون أنها ترضي الله فيرضى عنهم، وهى السبيل لتكفير الكثير من الذنوب والخطايا.
الصدقة هى الدواء من كل مرض وسقم ووجع، فقد وعد الرسول صلَّ الله عليه وسلم أصحاب الصدقات بأن لا يكون من بين أهلهم مريض، عندما قال صلَّ الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ” داووا مرضاكم بالصدقات ” صدق رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، بشرط أن تكون تلك الصدقة بنية الشفاء.
تقوم الصدقة بجعل نفس المؤمن تتعود على العطاء للآخرين والتخلص نهائياً من البخل، وهى صفة نهانا عنها الله سبحانه وتعالى.
تدعو الملائكة للمتصدق بأن يخلف الله عليه ما أنفقه، فتعود الصدقات على المتصدق أضعاف مضاعفة بالبركة والرزق والصحة.
قيل من أحد الصالحين أن الصدقة تكون بيد الله سبحانه وتعالى، فيضاعف للمتصدق أجره ويضاعف له أيضاً الرزق فيجعله له في كل ما يمسك به يده.
عندما يقوم أحدنا بالصدقة فذلك يدخل السرور والفرح وتفريج كرب غيرنا، وهذا يجعل الصدقة سبب في فك كربة مؤمن، ومن فك عن مؤمن كربه في الدنيا فك الله عنه سبحانه وتعالى كربه من كرب يوم القيامة.
من أجمل الصدقات هى الصدقة الجارية التي تدخل المنفعة لصاحبها في حياته وبعد مماته.
هناك باب في الجنة له اسم ” أصحاب الصدقات ” يدخلها من كان مداوماً على صدقة خالصة لوجه الله تعالى لا يبتغي بها شيء غير رضا الله.

هناك عدد من أنواع الصدقات من الممكن أن تكون صدقة، فليست الصدقة فقط بالمال ومنها :

الصدقة بالمال.
الصدقة بالملابس.
الصدقة بنوع من الطعام.
الصدقة بدفع رسوم جامعية أو دراسية عن من لا يستطيع.
المشاركة في بناء مسجد أو مستشفى أو المشاركة في علاج أحد المحتاجين.
الصدقة من خلال المشاركة في بناء مكتبة أو مدرسة أو دار للأيتام أو دار للمسنين أو بيت للمغتربين وغيرها.
الصدقة بعلم تم تعلمه ثم القيام بتعليمه لشخص آخر يحتاج لهذا العلم، ومساعدته.

إن وجود الصدقة ومفهومها العظيم في أي مجتمع يعمل على نمو المشاعر الجميلة المتمثلة في الأخوة والتكافل والتعاون داخل المجتمع الواحد، وهذا يحفز المجتمع على أن يتماسك ويكون ذو قوة، فبالصدقة لن نجد في المجتمع محتاج أو هناك من يعاني من نقص في أي شيء.

فوجود مفهوم الصدقة وتطبيقه بشكل صحيح في أي مجتمع يجعل هناك إحساس من الغني بالفقير، وقديماً كان بعض الأغنياء لا يستطيع أن ينام وهو شبعان وهناك جاراً له أو أخ جائع، فلابد من أن ننشر مفهوم الصدقة بمعناه الجميل الذي لا يمس كرامة الإنسان ولا يمس مال الغني وإنما هى علاقة تبادلية المتصدق والمتصَدق عليه يستويان.

فلا لأحد فيهم فضل على الآخر وإنما الفضل لله تعالى، والصدقة عندما توجد في مجتمع هذا المجتمع يتكامل ذاتياً بحيث تتوفر المقومات الخاصة بالحياة الكريمة من تلقاء نفسها، وتعم السعادة والرخاء على أبناء هذا المجتمع من كبيرهم لصغيرهم.

ليس للصدقة وقت محدد لها، لأن لها أنواع عديدة منها المتقطع الذي يقدمه العبد ويأخذ أجره عليه في الدنيا، ومنها ما يفعله العبد من صدقة تظل موجودة له حتى بعد مماته، وهناك صدقات على الحيوانات فما يقدمه الإنسان من طعام صدقة، وما يقدمه له من عناية صدقة، وعدم قسوته عليه هو صدقة ورحمه يقدمها له في الدنيا ويأخذ أجرها في الدنيا والآخرة.

وهناك العديد من الأمثلة على الصدقات التي يمكن عملها يومياً وهى :

صلاة سُنة الضحة، هى صدقة عن كل مفصل من جسم الإنسان.
الماء في الشوارع يرتوي منه الظمآن
وضع خبز وماء للعصافير.
زراعة شجرة يستظل بها حيوان أو إنسان.

الصدقة هى عبادة عظيمة يستطيع بها الإنسان أن يتقرب إلى رب العباد، وقد تم ذكرها في القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة وذلك بالعديد من آيات القرآن وكذلك الأحاديث، فقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى الصدقة حينما قال : بسم الله الرحمن الرحيم { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون }. صدق الله العظيم. فالإبتسامة صدقة في وجه الآخرين والكلمة الطيبة صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، فتصدقوا تسعدوا.