تعتبر القراءة والكتابة من الوسائل الأساسيّة التي لا يُمكن التبحُّر في أنواع العلوم والمعارف دونهما، فهما حاضنتا الأفكار، والتجارب، والخبرات الحياتيّة، وهما أيضاً من أهم ما يعطي لحياة الإنسان أبعاداً عميقة، فضلاً عن كونهما وسيلتين مهمتين للتواصل مع الآخرين، وامتلاك القدرة على إنجاز المهام اليوميّة بنجاح.

إن تعلُّم القراءة والكتابة يبدأ منذ المراحل الحياتيّة الأولى من عمر الإنسان، وتلقي التعليم المناسب هو حقٌّ أساسي من حقوق الإنسان، غير أن هناك فئة من الناس قد تُحرم من نيل هذا الحق لأسباب معينة؛ كالفقر، والحروب، والهجرات، وعدم وجود الوعي بأهميّة التعليم لدى الأهل، فضلاً عن العديد من الأسباب الأخرى، مما أدى إلى وجود فئة الأميين الذين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، والذين يعانون من صعوبات جمَّة في كافة مراحل حياتهم، فضلاً عن عدم تمكُّنهم من الإضافة إلى مجتمعاتهم في عصر المعرفة هذا؛ نظراً لافتقارهم إلى مثل هذه المهارات الأساسيّة التي لا يُمكن الاستغناء عنها في هذا العصر.

لقد تنبَّه الأشخاص الفاعلون في المجتمعات الإنسانيّة المعاصرة إلى ضرورة تقليل نسبة الأميّة إلى الحدود الدنيا، أو محوها بشكل تام، ومن هنا ظهر مصطلح محو الأميّة، والذي يتضمن مكافحة خطر الأميّة، والقضاء على هذه الظاهرة السلبيّة التي لا تتماشى وروح العصر.

إن عمليّة محو الأميّة ليست بالعمليّة السهلة، فهي تحتاج أولاً إلى إرادة ووعي شديدين بمخاطر تفاقم مشكلة الأميّة، كما تحتاج أيضاً إلى تكاتف كافة الجهات، وإلى وجود روح التطوع لدى المهتمين بمكافة ظاهرة الأميّة، خاصة الشباب؛ فالشباب هم الروح التي تسري في أي عمل، وتؤدي إلى نجاحه. إلى جانب ذلك فإن محو الأميّة عمليّة تتطلب تغيير ثقافة مجتمعيّة سلبيّة، تضع العصي في الدواليب، وتعرقل نجاح أيّة فكرة، أو مبادرة، خاصة تلك الثقافة التي تنظر إلى كبار السن على أنهم أشخاص لا يفعلون شيئاً في الحياة سوى انتظار الموت، فمثل هذه الثقافة السلبيّة، وغيرها كفيلة تماماً بعدم إنجاح المبادرات الفرديّة، والجماعيّة، ما لم تقاوم، وتكافح، وتُستَبدل بثقافة أخرى أكثر إيجابيّة، وجمالاً.

وبما أن هذا العصر الذي نعيش فيه هو عصر المعلومات، فإن هناك نوعاً آخر من الأميّة ينبغي الالتفات إليه، وهو الأميّة الإلكترونيّة، إذ يصف هذا المصطلح عدم قدرة بعض الأشخاص على التعامل مع التطورات، والاختراعات التقنيّة الحديثة، التي سهلت حياة الإنسان لا بل ودخلت في كافة تفاصيلها، ومثل هذه الأميّة تحتاج هي الأخرى إلى بذل مجهودات جبارة، ومكافحتها لا تقل أهميّة عن مكافة النوع السابق من الأميّة.

إن محو الأميّة والتقليل من نسبتها إلى أقل حدٍّ ممكن هو واجب على الجميع، فالعلم، والقراءة، والكتابة، هم المعاول التي تهدم الأمراض، والآفات المجتمعيّة بشتى أنواعها، وصورها، وهم اللبنات التي بها تُبنى بيوت العزِّ، والمجد، والرفعة.

لمعرفة المزيد عن موضوع عن محو الأمية محو الأمية أسباب تفشي الأمية برامج محو الأمية وأهدافها تعريف الأمية موقف الإسلام من الأمية أسباب الأمية آثار الأمية وسائل للحد من الأمية دور اليونسكو في محو الأمية زوروا موقع لحظات