يعد الاعتناء بشخص مصاب بمرض الزهايمر أمرًا صعبًا، نظرًا للتدهور الذى يلحقه المرض تدريجيًا بالمريض، خاصة فيما يتعلق بقدراته المعرفية والجسدية، وهو ما قد يؤدى إلى تفاقم مشاعر الحزن والاكتئاب لدى من يقوم بالرعاية، أو إهماله لصحته الجسدية اهتمامه الكامل برعاية المريض.
ووفقًا لمقال نشره موقع “Help guide”، فرعاية شخص مريض بالخرف تغير بشكل كبير من نظرة من يقوم بالرعاية إلى العالم، وتجعله يصبح أكثر تقديرًا للحياة اليومية العادية، وتجعله يشعر بالإنجاز وأنه يقوم بعمل شديد الأهمية، لكنها في الوقت نفسه تعد تجربة شاقة وتحمل الكثير من الحزن، بسبب رؤية التدهور الذى يلحق بالذاكرة والإدراك للشخص الذى يرعاه، خاصة إذا كان شخصا مقربا.
المراحل المختلفة لمرض الخرف
الإصابة بالخرف أو الزهايمر لا تحدث فجأة، وإنما يتطور المرض على عدم مراحل، خاصة مع وجود العلاجات التي تبطئ من تطور المرض.
المرحلة المبكرة
في المراحل المبكرة من الزهايمر، يبدأ المريض في فقدان الذاكرة القصيرة، ويحتاج إلى مساعدة لتذكر مواعيد الأدوية والأسماء والتعامل مع الأموال، ويمكن في تلك المرحلة مساعدة المريض على التعامل مع تلك الأمور.
المرحلة الوسطى
يحتاج المريض في تلك المرحلة إلى المزيد من الرعاية، نظرًا لتنامى فقدان الذاكرة لديهم، حيث لن يتمكنوا من القيادة ولن يتعرفوا على الأصدقاء والعائلة، بجانب الضياع بالأماكن العامة، وقد يؤدى ذلك إلى تغيرات مزاجية وسلوكية، وإضطرابات النوم .
المرحلة المتقدمة
مع وصول المرض لمراحله المتأخرة، يحتاج المريض إلى رعاية على مدار الساعة، لأنهم قد لا يتمكنون من التعبير عن احتياجاتهم، ويجدون صعوبات بالمشي وتناول الطعام، بجانب سلس البول، والهلوسة والهذيان.
نصائح تساعدك على رعاية مريض الزهايمر
يحتاج من يقوم برعاية مريض الزهايمر إلى الدعم حتى يتمكن من مواصلة القيام بتلك المهمة، والتي قد تستغرق سنوات طويلة، لذلك توجد عدد من النصائح التي يمكن أن تساعده بتلك المهمة
التعامل مع التغيرات فى التواصل
تقدم مرض الزهايمر يؤدى إلى تغيرات كبيرة في طريقة تواصل المريض مع من حوله، لأنه قد يواجه صعوبة في العثور على الكلمات، أو يستبدل كلمة بأخرى، أو يكرر نفس الأشياء مرارًا وتكرارًا، بما يجعله يصاب بالارتباك بسهولة، لذلك حاول جعله يشعر بالأمان، وهو ما يستلزم التحلى بالصبر ومنح المريض الوقت حتى يتمكن من التعبير عما يريد.
انتبه للغة جسدك
يستجيب مريض الزهايمر بشكل مباشر للغة الجسد، لذلك عند رعاية مريض بهذا المرض يجب الإنتباه إلى تعبيرات الوجه ونبرة الصوت، مع الحفاظ على الهدوء والتواصل البصرى، والوقوف أو الجلوس بوضعية هادئة، حتى يشعر المريض بالأمان، مع الحفاظ على إحترام المريض، وعدم التحدث إليه بطريقة بها سخرية أو تشعره أنه طفلا صغيرا.
تحدث ببطء ووضوح
اطرح سؤالاً واحدًا في كل مرة، واستخدم جملًا قصيرة، مع منح المريض فرصة للإستيعاب وجمع أفكاره، مع تجنب الأسئلة التي تعتمد على الذاكرة قصيرة المدى، مثل هل تتذكر ما حدث الليلة الماضية؟، لأنها قد تشعر المريض بالإهانة.
خصص فترات راحة لنفسك
تحصيص فترات راحة للإعتناء بنفسك وممارسة هواياتك وإهتمامته الشخصية ليس إهمالا للمريض، وإنما ضرورة حتى تتمكن من مواصلة الأمر، ويمكن طلب المساعدة من أحد المقربين أو المتخصصين لمساعدتك على رعاية المريض.
تواصل مع أشخاص بنفس ظروفك
التواصل مع أشخاص يقومون بنفس المهمة، يساعد في تقليل مشاعر العزلة والخوف واليأس التي ستمر بها خلال تلك الرحلة، خاصة أنهم يعرفون جيدا بما تمر به.
خصص وقتا للتأمل
في كل مرحلة جديدة من المرض، يجب أن تتغير توقعات حول ما يمكن للمريض القيام به بعد الأن، ومن خلال قبول كل واقع جديد وتخصيص الوقت للتفكير في هذه التغييرات، يمكنك التعامل بشكل أفضل مع الخسارة العاطفية والرضا بالواقع الجديد، ويساعد تدوين الأفكار وتأملها في الإبتعاد عن الأفكار السلبية، وزيادة الامتنان.
روتين يومي مفيد
اتباع روتين يومي عام، مثل تحديد موعد الإستيقاظ من النوم ومكان تناول الطعام، لأن تكرار الأشياء فى نفس الوقت والمكان يمكن أن يساعد في توجيه الشخص المصاب بالخرف، ومع تطور مراحل المرض يجب إعادة النظر في هذا الروتين ليتلائم مع الوضع الجديد
تحديد مواعيد الزيارات
يجب تحديد مواعيد للزيارات والمناسبات الاجتماعية، وفقا للأوقات التي يتمكن فيها المريض من التعامل مع الأخريين بشكل أفضل، لأن الزحام والنشاط المفرط قد يكون أمرا مقلقا إليهم.
حافظ على صحتك
تذكر أن رعايتك لمن تحب تستلزم أن تكون أنت أيضا بصحة جيدة، لذلك انتبه إلى علامات التعب الجسدية والإجهاد المزمن، للذهاب إلى الطبيب عند الحاجة، كذلك حافظ على علاقاتك الاجتماعية ممارسة هواياتك التي تشعرك بالسعادة، بجانب ممارسة الرياضة نصف ساعة يوميا على الأقل.
