مرحباً بكم في موقع لحظات الذي يقدم لكم كل جديد وقديم من شعر , واليوم نقدم لكم قصيدة ” أبــا الـزهــراء ” للشاعر المتألق حسن إبراهيم الأفندي الذي أبدع في وصف الرسول بكلماته الغناء ومشاعره الصادقه وقلبه الذي ينبض بين كل بيت من قصيدته وأخر يزف بحبه لحبيب قلبه , ونتمني ان تنال أعجابكم و وتستمروا في متابعتنا .
أبــا الـزهــراء
أتسمح لى بمـــــدح من قصـــــــيدى؟
يصير قلادة برقتْ بجيدى
فإنى كم خشيت من القوافى
إذا جرّت وبالا من حصيد
برغمى أن أقول الشعــر لكن
وُلدت و فى فمى نغم المديد
و لاقى الناس منى ألف قول
فأعجبهم و صفق لى عديدى
و لم أطرب لتصفيـق و مدح
لعجزى عن مديحك بالجديد
و ما أرضت طموح النفس منى
قصائد ذات موضوع مفيد
عليك الله أثنى فى سماء
وجاء المدح مدحَك بالمجيد
فما يجدى مديــحك من ضعــيـف
يحاول جاهداً كسب الخلود
أبا الزهراء يا خير البرايا
فيا فخرى بذكرك فى نشيدى
و قد كرّست عمرى منذ وقت
عسى أحظى بمحكي فريد
متى ما جاء ذكرك طاب قلبى
و طابت نفس شاعرك السعيد
رسول الله حبـك فى فؤادى
يعيش بخافقي و بالوريد
ذكرتك كلما جدّت أمور
و أنت ملاذ نفسى فى الشديد
أعاتب كل يوم فيك نفسى
ألوم لها على النأي البعيد
ولو تجرى بنا الأقدار جئنا
بهمة عاشق ولع مريد
وُلدت فكان مولــدكم ضياء
يَعُمُّ بنوره قاصى الحدود
و رغم اليتم كم فرحت نفوس
ملائكةٌٌ تبشر بالوليد
تطير إلى شروق أو غروب
لتعلن للورى عن يوم عيد
أتى المختار عالَمَكم رسولا
ختامَ الرسل بالخلق الحميد
هـنــيئاً أننا فزنا بطه
إمام الأنبيا خير الشهيد
يباركك القدير عليك صلى
شفيع الناس من هول كؤود
حميتَ الدين تهزم للمعاصى
جبابرةُ السماء مع الجنود
فكيف يحارب الأشرار دينــا
أقام العدل فى كل الوجود
دعا لعبادة الرحمن قوماً
لهم فى الشرك تفكير البليد
فما فطنوا و صوت الحق يعلو
على صوت المكابر و العنيد
أتى فتح من الرحمن ســاوى
لأشراف البلاد مع العبيد
صداه يرّن فى طشقــند عدلا
و تقوى الله مرتكز البنود
و جاء صهيب للإسلام يسعى
و أصبح كعب أشهر من لبيد
لك الرسْل الكرام أتت جميعا
تجارى للركوع و للسجود
و كنت إمامهم لله تدعو
لدين الحق أفظاظَ اليهود
قست و تحجرت منهم قلوب
و جازى العُرب ودك بالكيود
فسبحان الذى أسرى بليـــل
بعبد صالح بر ودود
رأيت الأنبياء و قد أصابوا
وميضَ البرق إرزامَ الرعـود
فما لانوا و لا وهنوا و كانوا
بعزم الحق أدعى للصمود
عيون دامـــعات حـــين ذكرى
لما يلقى محمد من حقود
تحمل فى سبيل الله ويلا
بظلم ذوى القرابة أو صدود
يخاطبهم بإحسان و فضــل
يسامحهم على الظلم الأكيد
و تلك خصائص الإسلام ترقى
بنا نحو السماحة للمزيد
قوي فى مواقفه و لكنْ
رحيمُ القلب ذو فكر سديد
وحسب محمد الأمي علـــما
هداية كل ضليل طريد
أتى و الناس دانت من قديم
لجلمود عظيم فى الجمود
ترى فى كل ناحية إلها
عديداً من عديد من عديد
محمد جاء للإنسان عتـقا
من الرق الممرغ للخدود
محمد جئت للأخلاق تبنى
و تنقذ للسليب و للوئيد
رسول السلم سلمك باقتدار
و حاشا أن تكون ضعيف عود
و كيف و ربك الجبار يرسى
دعائم دينك الحق الوطيد
لك الأصحاب تفدى يوم روع
بحُرٍّ من صناديد أسود
يهاجر فى سبيل الله قوم
رأوا أن المحامد بالكبيد
سلاما يا أبا الزهرا سلاما
ببدر إذ علوت مع المشيد
رميت و ما رميت و ذاك يوم
بفاصلة المعارك للأبود
به نصر من القهار واتى
جنود الله يا خير الجنود
محمد قادها و الله يرعى
وجيش الكفر فى رعب الأديد
رسول الله جئت بيسر دين
و يمضى العسر للركن الحَريد
أبا الزهرا جزاك الله خيرا
لكم أسديت بالنصح النجيد
و لـكنى سلكت طريق ذنبى
مع الأيام أثقل للعمود
أطأطئ هامتى هما و يبقى
بصدرى الهم ألصق من جَسيد
قصدت محمدا أحكى شكاتى
أنفّس عن همومى من حُيود
لك الأشواق تدعــــونى و تترى
فزيدى إيه أشواقى و زيدى
غسلت كبائرى بعظيم وجد
بفيض الدمع يا عينى فجودى
ذنوبى صيرتنـى عبد خوف
و فى حلقى أمَرُّ من الهبيد
بخوفى أستجــــــــير من الخــطايا
و من إثمى و من فعل رديد
فحينا كنت ذا عمل جميـــل
و حينا انتحى صوب الضديد
أجرنى يا إلهى يوم رعب
من النيران من لهب الوقود
سألتك ستر عيبى فى وقوف
و حفظى من حريق للجلود
ذنوبى يا رسول الله شتى
أخافتنى أقضّتْ للرقود
تعاظمت الذنوب فكن شفيعا
لشاعرك المؤرق بالكسيد
فواخجلى إذا ما جئت ربى
و لم يمْحُ الخطايا من رصيدى
بحب محمد يا رب محوا
لأخطاء خرجن عن الحدود
بمدح محمد يا رب صفحا
لآثامى و نقضى للعهود
و ما اقترفت يداي من المعاصى
كبائرها و من لمم زهيد
تعبت من الحياة و ما ألاقى
جريت وراءها رهن القيود
أحاول كسر قيد إثر قيد
و ما طمع النفوس بذى حدود
و إن بقيت بداخلنا بــقايـا
من الإيمان و الأثر الحميد
خشيت الله أحميهم عيالى
بتقوى الله و القول السديد
مدحتك طارقا بابا كريـــما
على عشم على كرم عقيد
و جئتك حاملا أ وزار دنيا
و لم أك فى الشدائد بالجليد
رمت بى حادثات بيد أنى
ضعيف غير طلاع النجود
ظللت بسمح دينك سمح نفس
و ما فى غير دينك من سُنـود
مدينتَه نصرتِ الدين مرحى
لك الفخر الكبير على العهود
و حُق لآل خزرج مثل أوس
مباهاة على الند المُريد
فهم كانـــوا لـــه سندا و كانوا
ليوث النصر بالجهد الجهيد
و آخى خزرجيُ الضيف حتى
أحسا نعمة الدين الجديد
بلال إذ يؤم الناس حرّاً
و كان قبيل ذلك من عبيد
و كم من معــجزات حار فيها
شهود هم ثقاة فى الشهود
ألا يكفى بجذع النخل يبكى
أنيناً , كان من حطب الوقود
أصاب بقدرة البارى شعورا
و إحساساً و حساً فى الجريد
تعالى الله خالقنا قدير
يعيد الروح للرمم الرقود
يبــدّل حالنا بعد انكسار
و بعد الذل نمرح فى الرغيد
بسنة أحمد المختار نــغـــدو
صناديد الورى أقوى ورود
نوّحد صفــــــــنا بعد انقسام
أناخ بنا على جُرز الصعيد
أبا الزهراء هل عود حمــيد
لتصلح طائش الخلف الجحود
سماحة دينك العظمى ضيـــاء
ينير طريق فرس أو هنود
أتيتُ إليك أنعى حال قومى
و سبحان المغيّر للعهود
متى عمر بصوت الحق يأتى
و سوط العدل ألهب ذى برود
أبا حفص تعثرت المـــــطايا
و لم نسمع دعاء الخير نودى
أترضى أن نــــعود لســوء حال
كحال السامري و قوم هود
و قد حمل الجدود لواء حق
و كانوا صالحا ببنى ثمود
لهم أصحاب أحمد خير ذكــر
تميّز بالفداء و بالصمود
و تضحية و نكران لذات
و إخلاص و إيثار فريد
سألت الله إحسانا بقومى
يعود بهم شواطئ مستعيد
فكم كانوا و كان الخير فيهم
فيا لله للخير الفقيد
ذنوب الخلق تورثــــــــــــهم بلاء
و تقوى الله مفتاح الرغيد
أبا الفقراء و الأيتام هلا
تعود فهم بشوق للقديد
و نحن مع الزمان نعيش مُرّاً
و كان العيش موفور الرفيد
بقرآن الكمال يطيب صــــــدرى
و يذهب خوف نفسى بالعَضيد
تباعدنا عن التقوى أخذنا
ظواهرها بأفعال المُحيد
و ما أحرى بنا لو صار فينا
جميع العرب فى ثوب الرشيد
كفى بالعُرب فخرا أن منهـــم
رسولا جاء محفوظ العقود
و كانوا خير أمة فى قديم
و لكن أُركسوا نحو المَريد
و ما حفظوا كريـــما من صلاح
و قد نصروا لمعوج مبيد
و هل فى غير دينك من نجاة
إذا ما الشر أحدق بالكنود
إليك رسول صدق سقت همى
و جئت بغصتى أحوى صديدى
شفاء الروح ذكرك و الأمانى
و تنفيس عن الحزن الصَليد
حبيب الله إن الله آسى
وأعطى كوثرا لك فى خلود
و مبتور عدوك دون شك
وهل فى ذاك من شـك مَحيـد؟
مدحتك صادقا فى كل حرف
و حاشا من نفاق من حجود
و أنت اعز من نفسى عليــــها
بشوق مستزيد مستزيد
رسول الله جئت إليك أبكى
أُجرجر خيبة الفدم القعيد
كتمت الحق فى صدرى أُدانى
لغصن داني الطلع النضيد
بدأت كما أرى للناس حولى
بغض الطرف منحى مستفيد
ونمت بتخمتى إذ نام جارى
وجوع البطن صيره حسودى
فأين مبادئ الإسلام فينـــا
وأين تجارة ربحت بجود
أبا ذر الغفارى قد نسيـــنا
طريق السابقين طريق صيد
فمعذرة إذا ما جاء قولى
يخيب ظن جَدٍ أو حفيد
كلا العمــــــرين كانا رمز صدق
عجيـبٍ في الطريـف وفي التليــد
رسول الله جئتك دمع عينى
يسيل وفي يدي ذبلت وردى
صلاح الدين لا يبدو قريبــا
ومعتصم تناسى للردود
وبات القدس للفاروق يرنو
رأى خلف السراب من الوعود
و تُهنا نلعق الأحزان حينــا
وحينا نرتمى حضن اللدود
و من قد رام غير الله مجداً
تضّور فى السلاسل من حديد
نزلت رحابك الفيحاء أسعى
ألاقى راحة القلب العميد
رسول الله أنت أمان نفس
إذا سيل تخطى للسدود
أبا الزهراء خذ بيدى فإنى
أخاف النوم فى جوف اللحود
و أخشى من لقاء الله يـــوما
به الولدان فى شيب الجدود
أبا الزهراء خوفى بى كثــير
ذنوب أثقلت صدرى و جيدى
جمُدن بناظرى ويلا مــهولا
شفاعتكم نجاتى من شُرود
رسول الله لى عشم كبير
و يُرهقنى صَعودا فى صَعود
ألا ألقاك فى نومى لعلى
علمت بذاك أمنى فى الورود
عسى رؤياك ردّت لى أماناً
لخوفى من رقيب أو عتيد
متى لبيك ربى سار ركبى
إلى أم القرى ضمن الوفود
هناك ذرفتُ دمعى كي أُنقى
ثيابا بالمعاصى جِدُّ سُود
هناك وقفت فى عرفات حسبى
بغفران من الحي المعيد
ذكرت لخطبة المختار أبكى
لذاك اليوم فى تلك النجود
فداك أبى و أمى يوم هول
شباب المسلمين من الأسود
متى يا قبره ألقاك علِّى
تطيب النفس تحمد للجدود
فهل ربى أزور حبيب قبر
به قلبى تعلق من بعيد
لعل النفـــس تهدأ من مخيف
يراودها يساير للعقود
بنفسى من تحِنُّ إليه نفسى
أجاور شاكيا حَرَن الحَرُود
أنلنى من حماية مستجـــير
إذا ما النار تطلب للمزيد
نزلت إلى رحابك دمع عينى
يسيل بوجنتي وبالخدود
أسائلك الشفاعة لى , لأمى
أبى أمى وتوأمتى بجود
وخالاتى وأخواتى وعمى
وعماتى ونسلٍ هم سعودى
بمدح رسولــــــــنا يا رب حفظاً
لابن لى وبنت أو حفيد
رسول الله أدرى أن حبي
ليعجز عن روايته قصيدى
وما أوتيتُ من حـــــكم البُصـيرى
ولا إبداع شوقى في الخريد
أبا الزهراء فى نفسى كثير
من الآلام تبقى في ركود
فمن لى بعد عجز بعد عَيٍّ
أصوغ مشاعر الحب الفريد
سلامى مرسل لك كل حين
مع الأنسام في حب وطيد
مع النجــم المضئ بكل صوب
مع الطير المهاجر من جليد
بأشواقى و ما خمدت قليلا
وكنت أظن شوقى للخمود
إذا كتب الإله أزور قبرا
له الأرواح تهفو من عهيد
سكبت الدمع مسفوحا لعلى
وعظت الشيب فى وجه جعيد
أبا الزهرا أبا الزهرا سلاما
فبارك توبة الفكر الشريد
و سامح إن أقصر فى مديح
و ما أقوى على قول شرود
هجرت لها القوافى إذ جفتنى
و أكدت رغم قولى إيه جودى
بمدحك قد علوت الناس شأنا
تألق نجم شعرى فى صُعود
أعيدى يا بنات الشعـــر عـذبا
يلاقى من طموح لى أعيدى
و عودى بالأنيق من المعانى
و عودى بعد ثانية و عودى
فمدح المصطفى أمل عظيــم
به الشعراء تصبو للمُجيد
رأيت مديحه أغلى ثرائى
و أغنانى بحسبى عن نقود
و كم عاشت نـــفـــوس قانــــعات
و يكفى البطن من طبق العصيد
وصلت رحابكم و معى مديحى
شفيع المذنبين من الحشود
وظنى لن ترد لمستكــــيـــن
قلــيـل الريش فى روع صريد
أبا الزهراء قد نلت المرامى
غداة ولجت بابك من جديد
دموعى خشية الجبار تجرى
بإشفاق من اليوم الرعيد
أُعزى النفس بالسلف الحميد
مقاومة لنفسى عن مُميد
عسانى قد بلغت بذاك مجدا
بديلا عن ثراء أو ولود
أراد الله لى شرف القوافى
و مدح المصطفى غيظ الحسود
وذا مجد وصلت به سماء
و يقعد عن ملاحقتى نديدى
يعز علي فى ختمى وداعى
و ما قلبى سيخلد للمهيد
صلاة الله من قلب خشوع
على المختار فى ليل الهجود
و فى سحر و فى صبــح و عصر
تسير به الحداة إلى الهَدود
صلاة الله فى ختم و بدء
صلاة الله لليوم الشديد
يكررها يكررها لسانى
طوال العمر فى حزنى و عيدى
صلاة الله للمختار تسرى
كما الريح التى تسرى ببيد
صلاة الله ما غنت طيور
على المختار تنجى من وعيد
و ما زانت سمانا من نجوم
نراها من قريب أو بعيد
صلاة الله عوّلنا عليــــها
أبا الزهراء للأمل الوحيد
نجوت بها بأحبابى و أهلى
من النيران لا مسّت وصيدى
نسير على الصراط بخير حال
إلى الفردوس فى ترحاب غيد
و حور واقـــــــفات عند باب
سقتنا خمرة عزفت لعود
تنادينا صلاة الله تنجى
لكم بمحمد السمح الودود
بلا عدد بلا عدد نصلى
على المحمود فى اللــوح المجيـد
تجمّل صدر شاعرهـــــا بصــبر
عظيم لا يحيد عن السُدود
صلاة الله فى صبح و ليل
عليك محمد الخير المديد
صلاة الله فى نوم و صحو
على المختار تحجب للمكيد
صلاة الله معقود عليــها
نجاة جميع من سمعوا نشيدى
محمد خير خلق الله صلى
عليه الله فى ملأ شهيد
صلاة الله فى سر و جهر
على المختار بالوجد الوجيد
صلاة الله ما حنّت نفوس
ليثرب تمتطى ظهر الوخيد